لغز الفتاة المجمدة (الجزء الأخير)
هرع العاملون في المستشفى بسرعة وحذر إلى الغرفة، خوفًا من أي مسائل قانونية. عند وصول مجموعة من أبرز الأطباء “كونسلتو” إلى الغرفة، لاحظوا وجود حركة داخل الصندوق. من خلال عدسة وضعوها داخل الصندوق، تمكنوا من رؤية “انخفاض معدل المركب الكيميائي الذي يحل محل الدم في جسم الفتاة”، وهذا يشير إلى بدء بعض الخلايا العصبية في الاستجابة، ويدل على خلوها تمامًا من أي فيروسات. بعد لحظات من الذهول، أصبح النجاح ممكنًا في هذه التجربة.
قرر الطبيب المسؤول عن المستشفى، المدير الطبي، سحب عينة من المركب الكيميائي الموجود داخل جسم الفتاة لقياس نسبة الفيروسات.
تولى أحد الخبراء مهمة سحب العينة باستخدام أنابيب الضخ الموجودة في الصندوق، وقام بوضعها في المعمل بعناية فائقة. بعد سلسلة من الفحوصات المستمرة، تبينت النتيجة وأكدت أن المركب الكيميائي خالٍ من الفيروس. قررت المستشفى العودة إلى القاضي، وبموافقة كتابية من والدة الفتاة، بدأت عملية ضخ الدم تدريجيًا في جسم الفتاة وإزالة المركب.
وبعد موافقة كتابية من الأم، بدأ المستشفى في عملية الضخ، التي استمرت لمدة تقارب الثلاثة أشهر وفقًا للخطة الطبية لتغيير طبيعة الخلايا وجعلها تعمل بحركة الدم المصحوبة بالأكسجين من خلال الأنابيب الموضوعة في الصندوق. وبعد انتهاء العملية بنجاح، تم نقل الفتاة من الصندوق إلى وحدة العناية المركزة لتلقي عدة صدمات كهربائية لتنشيط الجهاز العصبي واستعادة الوعي الكامل.
استجابت الفتاة للعلاج خلال فترة ثلاثة أسابيع، حيث بدأت الحركة تعود ببطء إلى أطرافها. تعافت حواس الفتاة بشكل كامل وعادت إلى الوعي. أراد الأطباء التأكد من سلامة جهاز التناسل لديها، حيث لم يحدث أي تغيير جسدي لها خلال الحادية عشرة السنوات الماضية.
أكد الأطباء سلامة الرحم وجميع أعضاء الجهاز التناسلي، وأشاروا إلى أنها تقترب من الاستعداد لحمل جنين داخل رحمها. خرجت الفتاة على كرسي متحرك وبدأت جلسات العلاج الطبيعي المخصصة لإعادة تأهيلها وتمكينها من المشي مرة أخرى. وبفضل الله، تعافت بشكل كامل وعادت إلى طبيعتها، ولم تغب عن عالمنا لسنوات حتى تعافت تمامًا.
تم التعتيم على هذه القضية من قبل الحكومة لمنع أي شخص مصاب بالفيروس من الوصول إلى هذه التقنية الخطيرة والمكلفة للغاية. تم استخراج شهادة ميلاد جديدة بأسماء مختلفة وتهجير عائلتها إلى بلدة نائية لمنع كشف الأمر.